بينما كنت جالسة في الحافلة بدأت اتمعن في اوجه الركاب و كان أغلبهم شباابا يحملون اقلاما وكتبا، تختلف هيئتهم و منظرهم لكنهم يتشاركون في شيئ واحد وهو الشرود .. بعضهم ينظر الى النافذة و يتأمل الطريق...اعرف انهم لا يتأملون الطريق الذي تمشي به الحافلة و انما طريق حياتهم كأنها كتاب مفتوح و محدد المعالم، اعينهم تتلأﻷ و تعابير وجهم تنكمش تارة و ترتخي تارة ، احيانا يبتسمون لبعضهم البعض تلك الابتسامات المصطنعة لكنها بريئة ، اعرف جيدا انهم ليسوا سعداء ، و كل تلك المساحيق التجميلية التي تضعها الفتيات الواقفات امامي لن تستطيع اخفاء صور ارواحهن التي رسم البؤس عليها لوحات و لوحات ، ولا وقفة الذكور المتغطرسة حتى نظراتهم المتعجرفة لم تستطع اخفاء ما في البال من هموم وكل تلك التحركات هي شكليات فقط ، الكل غارق ولن ينجو الا من استطاع الهروب من لعبة الاقدار الكبيرة.
