-->
خربشات مريم بنعلي خربشات مريم بنعلي
خربشاتي

الخربشات

خربشاتي
خربشاتي
جاري التحميل ...
خربشاتي

الاخيرة مميتة

ان تكون شخصا قويا يفكر بمنطق العقل ,و  فجأة  مل من العقلانية الزائدة فقرر ان يستخدم قلبه تارة , و عقله تارة , فكان في منتهى التوازن  , حتى  نزل عليه صوت مجهول  أخبره ان يستخدم قلبه كثيرا , و ان يحن و يلين و لو قليلا . لكن ذلك العقل لم يصدق ذلك الصوت في البداية , ولكن ذلك الصوت بقي ملازما له  صباحا و مساءا لدرجة ان العقل تعايش معه و استأنس به رفيقا و أصبح ضرورة يومية ’ ثم بدأ ذلك العقل التافه  ينصاع لاوامر ذلك الصوت شيئا فشيئا . لدرجة ان العقل نسي نفسه و تقريبا وضع نفسه تحت المقصلة  لان مطلب الصوت هو ذلك الكنز المخبئ في صدر ذات الشخص  و ان سلم العقل ذلك الكنز أكيد ستكون نهايته و المشكل ليس في تسليم القلب لان الصوت منذ بدايته أعرب عن وفائه و اهتمامه و أكد انه سيحافظ على الكنز أبد الابدين حتى ان رحل العقل يوما و هكذا مع المدة ذلك الشخص  ذو العقل السخيف الذي يظن نفسه ذكيا فقد عقله و منح قلبه  مقابل سعادة مؤقتة لم تدم طويلا , واذا بذلك الصوت يختفي شيئا فشيئا , يظهر مرة, ويختفي مرات .يقول القلب في احشاءه ' لاتخف يا صاح .ليست هذه اول مرة أتزلزل فيها , لقد اعتدت على الخدش مرارا و تكرارا و بعدها أسعد و ككل مرة سأصبر لن أعتبرها مضيعة للوقت , نعم سأصمد طالما اني سأحصل على مرادي في النهاية ''
لكن السيد قلب لم يكون على حق هذه المرة , فألأخيرة مميتة  . ما الخطب اذن ؟   و أكيد  الان ذلك الكنز المسكين أصبح وحيدا, من سيرعاه  ثم من يا ترى  سيحميه ؟. فجاءت أصوات اخرى لتمد يد العون ,و لا طالما ظهرت أصوات اخرى في أوقات الشدة و كذا الفرح لكنها ليست البديل طبعا فذلك الفؤاد مرض بمرض الاعتياد  بل الادمان على صوت واحد فقط وكل أيادي العون الاخرى غير نافعة . و هنا تنقطع الانفاس , تتشرد الروح و يندثر القلب الهاوي الى هاوية مجهولة ,  فحينما عاد الصوت مجددا , بدأ يتمتم و يسرد علينا قصته ,و خلاصة روايته انه  لن يستطيع الكلام مجددا فقد مل من الكلام مع القلب الضائع , و ان بقي معه سيبقى كأنيس فقط  لفترة و لن يلازمه طول حياته  كما قال في السابق . و بما ان القلب لطيف , أحن من الحنان , وارق من الرقة سامح الصوت و لم يأنبه أبدا مع انه شرب مر الاسى و قال ربما سيستطيع اعادته الى عهده السابق , لوهلة ظن الحنون انه نجح لان الصوت بدأ يلين و يسترجع ذكريات الماضي القريب  و اذا به يختفي مجددا . أكيد لن أروي لكن قصة البليد , بقي يختنق في الصدر و يشتعل نارا و ما من حريق غير ان الصوت لما انسحب اكد بل وعد بأنه لن يتوجه لاي قلب  و طبعا صدقه صاحبنا القلب العاشق و بقي يتأمل لعل النعجة تطير يوما  , و هنا  نفس السيناريو تكرر  و القصة تعاد من الاول و تنتهي بنفس النهايات التي سبقتها ,و في أخر مرة بدأ يشك القاف ابن القاف أي القلب  في الصاد بن كل الحروف القاتلة ,  في كونه وجد قلبا جديدا يغني له الاغاني و يلزمه طيلة يومه و ينسجان معا قصصا و احلام وردية , و فعلا كان الامر كذلك , و هنا  تدخلت و قلت " اي وعوود كان يتحدث عنها  الصوت الحكيم ؟, ففي  الأصل لم يستطع الحفاظ  ولو على وعد واحد . ''
مرت الايام و الصوت لم يختفي لكنه في كل مرة كان ينكر أمر تعلقه بقلب جديد , و القلب القديم كان يشك و ظل يشك لكن الصوت لم يستطع قول الحقيقة له ولكنه كان يلمح حتى حلت تلك الليلة المشؤومة حينما قرر الاعتراف  . صوتنا اصبح ضحية  هو كذلك, هذه المرة سقط في أيدي ذلك  القلب الاخر الجديد, نعم جرحه كما جرح صديقنا القلب البالي . لكن انا ككاتبة ارى القصة من الخارج لا أظن ان الصوت الغامض جُرح أكثر من صديقنا و لن يصل الى تلك المرحلة أبدا لانه يجب ان تكون في قمة السخافة و السفاهة و الانحطاط و عدم اعطاء النفس قيمة  لكي ينتهي امرك كذلك . و حينما أحس الصوت بالطعنة في احد موجاته و أوتاره الحساسة رجع للتعامل مع القلب القديم , و اخبره بأنه يريد ان يرجعا و يتفقا من جديد .
و للتذكير ذلك الشخص ذو القلب الرقيق لا يتوفر على عقل  لدرجة انه لم يعاتب الصوت على خذلانه و عدم وفائه بوعوده السابقة و وافق بدون" تفكير ",اعتذر  ماكان علي استخدام هذا المصدر  فهو لا يفكر اصلا فقط يحس و ينصاع لأحاسيسيه التافهة , و اليكم الصدمة فبعد مدة وجيزة بدا و  كأن الصوت تراجع عن قراره الاخير و الحقيقة انه قال انه يريد استرجاع ما فات  فقط لانه كان منزعج من القلب الاول و كأنه أراد ان يشفي غليله و ينتقم لنفسه و بعد ان هدأ اكتشف انه لم يكن جادا
 و طلب من القلب السماح ككل مرة , ككل سيناريو دراما هندية.  فجأة صحى العقل الذي اختفى  في بداية القصة  و عاد ليقف في نفس الصف مع القلب  لا نعلم كيف عاد و اين كان و لماذا ذهب  لكن عاد بمعجزة لانه عرف ان القلب لم يعد قادرا على المضي ولا خطوة الى الامام   و  اليكم الجديد عاد الصوت و الان  يخبرنا بأنه فعلا يريد التصالح مع القلب و انه لم يكن يعني ما يقوله  . دقيقة ارجوكم . هل يظن انه يتعامل مع صخرة او لعبة بلاستيكية  و حتى اللعبة لن تعامله هكذا , هل يأتي و يختفي متى يشاء , الم يرى انه يتعامل مع جسد و قلب محطم فقط .و كأنها معركة بين فتاة هزيلة و رجل ضخم و قوي و  اما القلب الان فهو يطلب فقط ان تجمع أشلائه و العقل هو الان في صراع ليحاول اصلاح كل الضرر , و لن يصلحه غيره و من ذلك اليوم لم نعد نسمع أي خبر عن ذلك الثلاثي اللعين .

ليس عيب يا صديقي  ان تكون افعالك أفعالا قلبية لا عقلية . و ليس عيبا ان تواجه الحياة بمنطق القلب الذي ينجرح ,  يتذرع . يتنازل . يتغابى , يتبلد , يتصادم , يُصدم لكن حينما يشفق ,.يلين , يعطف. يتأمل , يتبسم , ثم يتقطع اربا اربا من جديد  و يتكرر نفس السيناريو مرارا . هنا يصبح قلبيك  وصمة عار على  صدرك  . و يصبح الامر كعملية الاجترار بالنسبة للحيوانات , في هذه الحالة  انزع ذلك القلب و ارمه للكلاب الضالة  فستستخدمه خير استخدام أفضل منك بالاف الدرجات , و قبل ان ترميه تأكد من انه تفتت بالكامل و ان بقي شيئ منه اكسره حطمه و اسكب عليه المحاليل الحمضية  فهو مريض و مصاب بجرثومة خطيرة وجب التخلص منه , و اما عن مكانه في صدرك اغلقه بمفتاح و ابلع ذلك المفتاح لكي لا يعثر عليه اي شخص من جديد , و سيختبئ بمكان سري بأمعاءك لن يستطيع احد العثور عليه , وذلك المفتاح لن يهضم ابدا , و ان استطاع احدا العثور علي مكانه يوما , سيفتح صدرك  لكن هذه المرة مكان قلبك سيضع قلبه هو و حتى ان قرر الانسحاب  ذات يوم فهو الخاسر  فعهد البلادة انتهى و لن تخسر شيئا أبدا , فلم يعد لك شيئ لتخسره .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

خربشات مريم بنعلي

2017