عندما تكون من محبي الشكلاطة و تمر بجانبها و لا تحملها الى شفتيك , لانك تعرف ان مذاقها لن يكون لذيذا أبدا فهذه اقصى مراحل فقدان الشهية . ان ترى افضل أصدقائك و لا تبادلهم الحديث او حتى السلام , و تنسحب عنهم و ترفض محادثهم فهذا اقصى مراحل الانعزال , ان تكون من عشاق الاطفال و يأتيك طفل صغير مبتسم كالملاك و لا تبادله الابتسام و تبتعد عن المكان فهذا اقصى مراحل التعاسة , ان تشعر بين الحين و الاخر بالحرارة و الغثيان و جسمك بارد كالثلح فهذه اقصى مراحل المرض , ان تتخلى على فرص لن تعوض من جديد في حياتك فقط لانها صادفت توقيت غير موفق فهذه اقصى درجات ظلم النفس , ان يتكلم معك المقربون بأعلى درجات اللطف و نجيبهم بأقصى درجات الغضب مع محاولة افساد كل ماهو جميل في حياتك , تخيلوا ... , فحتى تلك الشكلاطة لم يعد لها مذاق , في الحقيقة ليس مذاق الشكلاطة هو الحلو لكن هناك بعض الاشياء هي التي تتبل حياتنا وتجعل من كل شيئ حلوا و جميلا و تجعلنا نرى النور في الظلام , تجعلنا نتشجع لنواجه مخاوفنا و نكمل طريقنا الى الامام مهما كان الامر صعبا لان كل شييء يبدو سهلا لاطالما نعرف ان تلك الاشياء ستظل بجانبنا فمنها نستمد قوتنا عزمنا اصرارنا ابتسامتنا حيويتنا و نشاطنا و و بالتالي نسعى جاهدين الى ابقائها بجانبنا نعيرها كل اهتمامنا كل وقتنا ولو كان ضيقا نوفره بكل فرح , و لكن عندما نحس ان كل تلك الاشياء لم تعد بالحاجة لنا , لا تمنحنا حتى نصف الوقت الذي نحتاجه لنشحن بالسعادة , و ترضى المضي قدما بدوننا , وتخاطبنا بأقصى درجات القسوة على اساس اننا صنعنا من الحديد , وحتى الحديد يصهر في درجات الحرارة العالية . و انت ولو مرة حاولت ان تتركها و هي في امس الحاجة لك , تمنحها كل الطاقة التي تحتاج لها و فقط لانها وجدت شيئا قلب حياتها رأسا على عقب او ربما تعاني من وسوسات و هكذا تصبح انانية جدا و تنسى من سقاها لما كانت تذبل كل مرة و في مقابل ان تبقى قوية دائما و لا تدع اي رياح تعكر كل ما تم بنائه لكنها لم تفعل و اكتفت بالرحيل , و بالتالي لما تختفي تلك الاشياء و تتركك مرميا على الارض و تمر من دون ان تمد يد المساعدة حينها فقط يختفي كل الجمال من حياتك .
