متى سنرتقي ؟

اشك في اننا سوف سنرتقي يوما , كل صباح عندما استيقظ اطمح في حياة جديدة , حياة مغايرة تماما لواقعنا الحالي , وهذا لن يتحقق ابدا ما دمنا نخلق فوارق في المجتمع و لا نعطي الفرص للاشخاص ليفتحوا لنا صفحات كتبهم لنقرأها فنحن دائما نعطي الفرص فقط للمرموقين في هذا العالم الحقير , انظر فقط من حولك فانت لا يمكنك ان تتواصل مع شخص ان لم تطلب معرفة هويتة و نسبه , لا اعلم لماذا نسأل هذه الأسئلة التافهة , نعم لا يمكننا ان نتواصل من دون طرح سؤال ''شكون نتا ''.." اش بغيتي '' ''فين كاتعرفني '' وفي صفوف الطلبة دائما ما يطرح ذلك السؤال الكلاسيكي ''اش كاتقرا ؟ '' فان كنت علميا فهناك من سيقول انك ذكي و البعض سيراك "معقد " و ان كنت ادبيا فانت حتما اما لك نظرة واسعة متفتحة او انك مجرد غبي لا تعرف سوى '' الكريد ''  اما في سوق العمل والوظيفة فهذا بحر واسع فالطبيب سليمليس هو حميد النجار و المهندس ادريس ليس هو جلال الخضار , هكذا يراك الغير و بهذه المعايير تحاكم فأما ان تقبل و تعامل كالامير و اما ان ترفض و تصبح ذليلا  تكاد قيمتك تنعدم ,  ففي كل مكان الادارات الشركات المستشفيات المدارس الجامعات تعامل بنفس المنطق و من لم يعجبه هذا الواقع فل يهاجر هذه البلاد السعيدة .

بالله عليكم كيف سنرتقي و متى ستنظر الي  انا كانسان  بعيدا عن كل الايديولوجيات و كل التفاهات التي شوهت صورتنا , و لن اقول انني لا احتسب في هذه الخانة فجميعنا وقعنا في نفس الفخ و لكن يمكن اصلاح ذلك في المستقبل و ذلك من خلال اطفالكم علموهم ان الانسان قيمة في حد ذاته سواءا كان متعلما او اميا , فقيرا او غنيا , صالحا او شريرا ’ عابثا او مستقيما.

ففي نهاية المطاف يبقى الانسان انسانا الفرق الوحيد بيننا هو طريقة تفكيرنا فهناك فعلا من يبحث عن الرقي بنفسه و هناك من يرضى بواقعه كما هو , حياته اكل وشرب و لباس و تعبد و استمتاع  و ينتهي بالموت و بعد اشهر ينساه الجميع و لا تعود له اي قيمة مع العلم انه كانت له تلك القيمة في حياتة لكنه  لم يستغلها و لم يسخرها لتبقى قيمة ابدية.